ليس
سرا ان هناك تقارير ودراسات تتعلق بأوضاع المصابين بالامراض النفسية في
المملكة وكلها تدور حول وجود آلاف المصابين باصابات نفسية شديدة مثل
الفصام العقلي ، والهوس ، والتخلف العقلي بدرجاته المختلفة ، يضاف الى ذلك
ارقام كبيرة لا تصنف معظمهم في سجل المصابين بالامراض النفسية ، لكن في
الخارج يصنفون بأنهم مرضى وهم الذين يعانون من الاكتئاب ، القلق ،
واضطرابات السلوك ، وسوء التكيف الاجتماعي والدراسي ، والانحراف والادمان.
وعلى ارض الواقع نجد ان خدمات الصحة النفسية لا تصل الا الى قسم
بسيط منهم لاسباب عديدة ، منها عدم توفر خدمات الصحة النفسية في مناطق سكن
هؤلاء المرضى وعدم وجود الوعي الطبي الكافي لدى المواطن ولدى القطاع الطبي
بشكل عام ، وان هؤلاء المرضى لا يصلون الى خدمات الصحة النفسية الا بعد ان
يزمن المرض لديهم ، وبعد اضاعة الجهود والاموال.
اننا نتساءل عن
الارقام الحقيقية وواقع الصحة النفسية في المملكة ، وهل ما زالت النظرة
الى الطب النفسي انه يأتي من باب الترف ، ومن باب الكماليات؟،.
وهل
قسم الصحة النفسية بوزارة الصحة لديه الدراسات والخطط اللازمة للتوسع في
الخدمات ، وهل يسير برنامج الصحة النفسية جنبا الى جنب مع برامج الرعاية
الصحية الاولية ، ولماذا اغلق قسم الصحة النفسية في مستشفى الجامعة
الاردنية؟.
اننا نأمل ان تكون هناك دراسات حول الواقع النفسي
والامراض النفسية في المملكة وتكون موضع اهتمام المؤسسات الصحية
والتعليمية والاجتماعية ، وان يكون دور المرشد النفسي في المدرسة اكثر
فعالية ، وان نتعرف على كل الاسباب التي تؤدي الى المخاوف والاكتئاب
والقلق ، آخذين بعين الاعتبار ان الاوضاع الاقتصادية والبطالة وشبح الفقر
، والخوف من المرض في غياب التأمين الصحي ، وعدم وجود دخل مناسب في سن
الشيخوخة من الاسباب الرئيسية لمثل هذه الاوضاع النفسية.